سِــلسِلةُ شــَرحِ اﻷُصُولِ الثَّــﻻَثةِ
لمعالي شيخنا العﻻمة الدكتور /
صَالِــح بنُ فَوزان الفَوزَان -حَــفظهُ الله-
العــــ02ــــدد
بِــسْمِ اللهِ الرَّحْــمَــ ا ــنِ الرَّحِــيــمِ
{ مقدمة المؤلف }
قال اﻹمام المجدد : محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى وغفر له :
"[ بسم الله الرحمن الرحيم ] ".
_________________________
قال شيخنا - غفر الله له وأحسن إليه-:
ابتدأ رحمه الله هذه الرسالة بالبسملة ، اقتداء بكتاب الله عزوجل ، فإن أول ما يقع عليه بصرك في المصحف وقبل كل سورة منه [ بسم الله الرحمن الرحيم ] .
فالبداءة بها في الرسائل وفي الكتب وفي المؤلفات ، اقتداء بكتاب الله عزوجل ،
وكذلك النبي ﷺ ، كان يكتبها في أول رسائله ، حينما يكتب إلى اﻷمراء والرؤساء ، وإلى من في أقطار اﻷرض يدعوهم إلى اﻹسﻻم ، يبدأ كتابته ببسم الله الرحمن الرحيم .
وكان ﷺ يفتتح أحاديثه وكﻻمه ببسم الله الرحمن الرحيم ، مما يدل على أن البداءة ببسم الله الرحمن الرحيم سنة الرسول ﷺ ، كما أن سليمان عليه السﻻم ، لما كتب إلى بلقيس ملكة سبأ .
بدأ كتابه ببسم الله الرحمن الرحيم :
﴿ قالَتْ يا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتابٌ كَرِيمٌ ○ إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ○ أَلاَّ تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ ﴾ .
ينبغي البدء ببسم الله الرحمن الرحيم في كل أمر له أهمية ، وكل مؤلف له أهمية وله قيمة ، وكل رسالة .
وعلى هذا فالذين ﻻ يبدؤون مؤلفاتهم ورسائلهم ببسم الله الرحمن الرحيم ، هؤﻻء تركوا السنة النبوية ، واﻻقتداء بكتاب الله عزوجل ،
وربما بسبب ذلك ، أن كتبهم هذه ورسائلهم ليس فيها بركة ، وليس فيها فائدة ، ﻷنها إذا خلت من بسم الله الرحمن الرحيم ، فإنها منزوعة الفائدة .
لماذا تركوا بسم الله الرحمن الرحيم ؟ .
إنما تركوها ﻷنها سنة ، وهم ينفرون من السنة ، أو يقلدون من ينفر من السنة ،
فينبغي التنبه لمثل هذا .
فمعنى [[ بسم الله الرحمن الرحيم ]] اﻻستعانة باسم الله .
فقوله : بسم الله ، جار ومجرور متعلق بمحذوف تقديره : أستعين بسم الله الرحمن الرحيم ، أو : أبتدئ ببسم الله الرحمن الرحيم ، تبركا بها ، واستعانة بالله عزوجل .
فهي مطلع عظيم ، للكﻻم وللكتب والرسائل ، فاﻹنسان يستعين بالله في بدايتها ، ويتبرك باسمه سبحانه وتعالى .
ــــــ ❁ ❁ــــــ❁ ❁ ــــــــ
✍ يُتــبع إن شــاء الله تعالــى .